] صفعة ترامب وصدمة الكيان - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 19 أيار (مايو) 2017

صفعة ترامب وصدمة الكيان

علي قباجه
الجمعة 19 أيار (مايو) 2017

السياسة بلا ثوابت، فهي تتقلب بتغير الظروف والوقائع والمصالح أيضاً، وهذا ما ترجمته الولايات المتحدة، الممثلة بإدارة ترامب إلى واقع حي وملموس، بعد أن وجهت صفعة قاسية ومؤلمة للكيان «الإسرائيلي» الغاصب، حينما أكد مسؤول أمريكي أن حائط البراق الملاصق للمسجد الأقصى المبارك محتل، وأن لا سيادة «إسرائيلية» عليه؛ بل هو تابع للضفة الغربية. ولم تتوقف الأمور عند هذا التصريح، الذي سبق زيارة ترامب للأراضي المحتلة بأسبوع؛ بل رفضت واشنطن أيضاً أن يرافق أي مسؤول «إسرائيلي»، ومن ضمنهم نتنياهو، الرئيس الأمريكي في جولته عند الحائط.
تطور مهم على صعيد العلاقات الأمريكية - «الإسرائيلية»، فبعد أن فتحت الولايات المتحدة بإدارتها الجديدة ذراعيها للكيان، معطية إياه الضوء الأخضر لتنفيذ مشاريعه كافة، من استيطان وضم، إلى الوعد بنقل السفارة الأمريكية من «تل أبيب» إلى القدس، ومن ثم قيامها بتعيين صهيوني ومستوطن كان مقيماً في المدينة المقدسة، وداعماً للاستيطان، ويحمل الجنسية الأمريكية سفيراً لها لدى الكيان «الإسرائيلي»، ها هي الآن تنقلب على الكيان انقلاب السحر على الساحر، فالموقف الأمريكي من الحائط يعد تراجعاً مهماً، وصفعة مؤلمة للكيان «الإسرائيلي» الغاصب، ليظهر ل«إسرائيل» أن المصالح الأمريكية فوق كل حليف، وأن الحكومة اليمينية في الكيان لا تملك قرار البيت الأبيض رغم مراهنتها عليه مراراً وتكراراً.
نتنياهو حُشِرَ في الزاوية، ويواجه حملات داخلية شرسة لإسقاطه؛ لفشله في إقناع الولايات المتحدة بنقل السفارة بأسرع وقت إلى القدس، وسط أنباء عن تراجع الموقف الأمريكي في هذا الملف. الكيان الذي احتفل حد الثمالة لفوز ترامب، عاندت الرياح أشرعته فجرت سفينته بما لا يتوقعه أو يتمناه، فحليف الأمس الذي كان يعتقد أنه خادمه وتحت سطوته لم يعد كذلك.
أما أمريكا فقد أرادت إيصال رسالة تسبق زيارة ترامب للمنطقة، فالتصريحات المناوئة للكيان ربما كان مفادها إقناع العرب أن موقفها متوازن، وأنها جادة ومعنية بتحقيق سلام في الشرق الأوسط؛ محاولة بذلك إمساك جميع خيوط هذا الصراع، خاصة بعد مواقف واشنطن المتتالية، التي أظهرت انحيازاً واضحاً للكيان. ففي وقت تُسحبُ أوراق ملفات عدة من أمريكا في هذه المنطقة، بعد دخول أقطاب أخرى منافسة لها لسد الفراغ الذي تركته، فإنها تصارع من أجل الحفاظ على إدارتها للأزمة، محاولة تدارك السلطة الفلسطينية بعد أن سحبت البساط من تحتها، حينما توجهت الأخيرة إلى قوى أخرى منافسة، وطالبتها بقيادة محادثات للتوصل إلى حل يحقق طموح الدولة الفلسطينية.
يبدو أن توجهات السلطة وانفتاحها على العالم، قد أثر في الموقف الأمريكي من خلال الانفراجة التي أحدثها، وهذا يعد مهماً على صعيد التوصل إلى حل شامل وعادل ينصف الفلسطينيين.
فلسطين تملك الكثير من أوراق القوة، التي قد تغير مواقف أقرب الحلفاء ل«إسرائيل»، وعلى القيادة أن تضاعف جهودها، وأن تفتح المزيد من القنوات مع العالم؛ لتوجيه المزيد من الصفعات إلى هذا الكيان الغاشم.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 16 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

26 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 26

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010