] مؤتمران مهمان في بيروت - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 18 أيار (مايو) 2017

مؤتمران مهمان في بيروت

د. فايز رشيد
الخميس 18 أيار (مايو) 2017

في موعد تلاقى مع الذكرى 69 للنكبة الفلسطينية, انعقدت في بيروت يومي الجمعة والسبت الماضيين في 12 و 13 أيار/مايو الحالي 2017, الدورة الثامنة والعشرين للمؤتمر القومي العربي, بحضور حوالي 200 عضو من الأقطار العربية كافة, بينهم شخصيات سياسية وإعلامية ونقابية وثقافية واجتماعية, وينتمون إلى أجيال مختلفة وإلى بيئات فكرية وسياسية متعددة, تلتقي حول الهموم العربية الواحدة والقضية المركزية العربية الأولى لجماهيرنا من المحيط إلى الخليج, وهي القضية الفلسطينية, كما المشروع النهضوي العربي وعناصره الست: الوحدة العربية, الديمقراطية, الاستقلال الوطني والقومي, التنمية المستقلة, العدالة الاجتماعية والتجدد الحضاري. لقد سبق عرض أوراق العمل والنقاشات الحيوية لها من قبل الحاضرين, قراءة تقرير عن أحوال أمتنا من إعداد مركز دراسات الوحدة العربية وتقرير سياسي قدمه الأمين العام للمؤتمر.
لقد فرضت قضية الأسرى الفلسطينيين والعرب المضربين عن الطعام في سجون ما بعد الفاشية والعنصرية الصهيونية, وتأييد معركتهم العادلة, فرضت نفسها على أجواء كل جلسات المؤتمر, وتخصيص جلسته الأولى لها, ولمناقشة النشاطات والاقتراحات المتعلقة بها, لتكون النشاط القريب السائد للجماهير العربية في كل أقطارها, باعتبارها معركة عربية عامة عنوانها التضامن مع أسرى الأمعاء الخاوية في مواجهة الجلادين ما بعد العنصريين الصهاينة كرمز أقبح من كل الظواهر الفاشية المتوحشة والمتعطشة للدماء الإنسانية على الطريقة الشايلوكية, هؤلاء المتوحشون الذين يودون أن يصحو يوما ويكون كل أبطالنا الأسرى قد استشهدوا! هذا لا أتجناه عليهم, ألم يقولوه في تصريحاتهم :”دعهم يموتون ,ففي التربة متسع لهم”؟.كما تطرق المؤتمرون إلى مناقشة عامة للأوضاع العربية. وجرى بحث ورقة من أهم أوراق العمل المقدمة, وهي بعنوان :الطائفية: مخاطرها, تداعياتها وسبل مواجهتها.
ندرك أن أحوال أمتنا العربية راهنًا هي في واحدةٍ من أبأس مراحلها, حيث التقوقع على القطرية البغيضة, والانغلاق على الذات, والصراعات التناحرية البينية على مستوى القطر الواحد وعلى مستوى الأقطار, والحروب الطائفية والمذهبية والإثنية البغيضة, ذلك كله, في سبيل تغييب الصراع الأساسي في المنطقة, والذي هو في الأساس مع هذا العدو الصهيوني, الذي كان ولا يزال, وسيظل خطرا على كل العرب حتى لو قاموا بعقد “اتفاقيات سلام معه”, وحتى لو استجاب بعضهم لنداءاته بعقد التحالفات معه, تحت شعار مكافحة الإرهاب! فبالله عليكم, أفيدوني كيف تحارب دولة الإرهاب الأولى ,الإرهاب؟ أنسيتم جرائمها ومذابحها وموبقاتها ضد الفلسطينيين والعرب, منذ ما قبل تأسيسها على أيدي منظمات الإرهاب الصهيونية: ليحي, أتسل, الهاجناة وغيرها, ووصولا إلى المرحلة الراهنة؟
ندرك, أن أحوال أمتنا, لن يحلها لا اجتماع لنخبة من مثقفيها وأبنائها المتمسكين بقوميتهم العربية الأصيلة ,ولا اجتماعات عديدة, فما يخطط لأمتنا من الدوائر الإمبريالية والصهيونية وكل أعوانها في المنطقة العربية, هو كله, لكي ينعم الكيان الصهيوني بـ “الأمن والأمان” الذي تحدثت عنه كل مؤتمراته الاستراتيجية الأخيرة! ولمحو الهوية العربية كمحدد حضاري وتاريخي للمنطقة, ندرك ذلك كله ! لكن من الإنصاف القول: أن مجرد انعقاد المؤتمر في ظل هكذا ظروف يعني أن في هذه الأمة نخب ورجالات يصرون على تحقيق طموحات جماهيرنا العربية وأحلامها الواحدة من المحيط إلى الخليج, على الصعيدين الداخلي في الحرية والديموقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية وتعميق وحدة النسيج الشعبي, والخارجي في النضال من أجل الوحدة التكاملية العربية وتحرير الوطن الفلسطيني من رجس الاحتلال الصهيوني, وتطهير أرضنا الفلسطينية من بقايا الدنس الصهيوني, مشروعا ووجودا وتداعيات سرطانية.
في ذات السياق, وبعد انعقاد الدورة 28 للمؤتمر القومي العربي, تلاه مباشرة انعقاد المنتدى العربي الدولي الثالث من اجل العدالة لفلسطين. ذلك بحضور اكثر من 400 مشارك ومشاركة من 30 دولة و5 قارات. نعم, حضر المؤتمر عديدون من أصدقاء قضيتنا “الأجانب” الذين هم في صميمهم فلسطينيون وعرب في شعورهم ونشاطاتهم مثل الفلسطينيين والعرب الملتزمين بقضيتهم الفلسطينية كقضية مركزية لهم جميعا.
أيضا خصصت جلسات المؤتمر لمناقشة تقارير ثلاث لجان فرعية جرى تقسيم المؤتمرين إليها, وفقا لرغبات الحضور, وبحثت: التضامن مع اسرى الحرية والكرامة عشية دخول اضربهم عن الطعام شهرهم الثاني فيما جرى تخصص الجلسات الأخرى لعرض اوراق عمل اعدها متخصصون في “الابارتايد الصهيوني” و”الاعتقال الاداري” و”حركة المقاطعة”. لقد جرى أيضا تنظيم زيارتي تضامين للمؤتمرين مع المتواجدين وبعض المضربين, في خيمتي التضامن مع الأسرى, في كل من مخيمي شاتيلا وبرج البراجنة. أما الزيارة الثالثة فكانت إلى مارون الراس, النقطة الأقرب إلى شمال الأرض الفلسطينية, والمطلة على وطننا الفلسطيني الخالد, الذي شهد انهزام كل من احتله سابقًا, وبالضرورة لن يكون مصير الغزو الصهيوني بأفضل من مصائر أشباهه.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 14 / 2326661

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

8 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 8

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28