] إضراب الأسرى: الإنسان يُدمَّر لكنه لا يُهزم! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الخميس 18 أيار (مايو) 2017

إضراب الأسرى: الإنسان يُدمَّر لكنه لا يُهزم!

محمد داودية
الخميس 18 أيار (مايو) 2017

تحتدم المواجهة مع الاحتلال العنصري الصهيوني، ويخوض الاسرى الجبارون، مروان البرغوثي وكوكبة المضربين الـ 1600، الذين يُعبّرون عن صلابة المناضلين الفلسطينيين، معركة اسطورية، ترتقي إلى مآثر كفاح الإنسان وجبروته، التي عبّر عنها أرنست همنجوي في روايته الخالدة «الشيخ والبحر» عندما قال:
« الانسان يُدمَّر لكنه لا يهزم»
وستسفر هذه المواجهة عن شهداء وستلقي تأنيبا هائلا على الضمير الإنساني عامة والضمير العربي خاصة.
يواجه الشعب العربي الفلسطيني الجبار، منذ 100 عام، الغزوة الصهيونية الاستيطانية، مكشوفا ومجردا من الشروط الأساسية الأولية البدهية للصمود، وتحقيق تقدّم في معركة الحرية والكرامة والاستقلال، تلك الشروط التي يعرفها الفلسطينيون في كل فصائلهم السياسية، معرفة يقينية.
يحاضر قادة الفصائل الفلسطينية السياسية كافة، في الشرطين الرئيسيين اللازم توفرهما معا:
1- في أهمية وضرورة وأسس وشروط ودور الوحدة الوطنية الفلسطينية.
2- في أهمية الجبهة الوطنية المتحدة وشروط قيامها وأثرها البالغ الأهمية في وحدة الشعب لتمكينه من المواجهة. تلك الجبهة الوطنية المتحدة التي وضع قوانينها وصاغ ميكانزماتها المناضل البلغاري البارز جورجي ديمتروف في كتاباته الشهيرة عن الجبهة الشعبية الوطنية التي جلا فيها «تكتيك وحدة العمل» و»أسس العمل الجبهوي» و»البرنامج الكفاحي» و «مسألة التحالفات وشروطها في مرحلة التحرر الوطني الديمقراطي» وضرورة « تجنب الانقسامات».
ومؤكد أن النصر على النازية والفاشية والاستعمار، ما تحقق للشعوب كافة، إلا بالجبهات الوطنية.
كتب جورجي ديمتروف الذي أصبح أول رئيس وزراء للحكومة البلغارية الاشتراكية عام 1945:
« إن الفاشية ليست قضاء وقدرا، وان اتقاءها مرتبط بوحدة القوى المناهضة لها».
وأضاف ديمتروف، مهندس التحالفات والجبهة الوطنية التي حققت الانتصار فعلا:
« إن الجبهة الموحدة هي الأداة المثلى للمقاومة والضامنة للانتصار».
وكتب جورجي ديمتروف: « صعد النازيون بسبب انقسام أحزاب المجتمع الألماني».
وكي ننصر الأسرى، ونحقق لهم الدعم الذي يُمكّن نضالهم من النجاح، أمامنا مهمتان، لا مفر من انجازهما إذا أردنا الصمود في وجه ضراوة الوحشية الإسرائيلية، ولاحقا هزيمتها، والانتصار عليها هما:
الوحدة الوطنية ووقف الانقسام المدمر، وبناء الجبهة الوطنية، التي تزج في أتون الصراع والكفاح، كل طاقات شعب فلسطين العربي الجبار.
إن استمرار الانقسام بين الفصائل السياسية الفلسطينية يعني بكل تأكيد استحالة القدرة على الاستمرار في المواجهة، واستحالة النهوض الوطني، وبالنتيجة تحقيق أقصى رغبات العدو الصهيوني وأمنياته.
إن كل مواطن أردني يتطلع بفخر واعتزاز إلى مآثر شعب فلسطين العربي المناضل الذي يشكل إضراب الأسرى الأبطال حلقة من آلاف الحلقات من نضاله المجيد، هذا الشعب الذي قام ونهض وهبّ للحصول على الحرية والكرامة والاستقلال، مستخدما أبسط أدوات النضال والمقاومة وأضعفها، ينظر اليوم إلى قيادات الشعب العربي الفلسطيني، التي تعمدت بالكفاح والمقاومة والدم، وهي تراوح في مكانها ولا تلتقط الشرط الأساسي الجوهري الوحيد، المعروف لديها، وهو شرط الوحدة الوطنية كمقدمة ضرورية للجبهة الشعبية الوطنية.
الوحدة الوطنية الفلسطينية الآن، هذه هي حاجة الشعب العربي الفلسطيني وهذا هو ما ينتظره من الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين/ رئيس منظمة التحرير الفلسطينية /رئيس حركة فتح، ومن قيادة حركة حماس ممثلة بقائدها الشيخ إسماعيل هنية ومن مختلف قادة فصائل الشعب الفلسطيني الشقيق.
إنّ الوحدة الوطنية لشعب فلسطين العربي، وأيضا بناء «الجبهة الوطنية المتحدة» علاوة على أنها ضرورة كفاحية وطنية فلسطينية، يعتبر إرجاؤها جريمة كبرى.
وإنّ الوحدة الوطنية الفلسطينية هي أيضا مصلحة أردنية، فشرور الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وإرهابه، الذي هو على مستوى الدولة، ظل من أبرز أسباب ضعف برامج التنمية والإنفاق الكبير على السلاح ونشوب عدة حروب واستمرار عدم الاستقرار الذي يلف الإقليم منذ 70 سنة فالظلم، يستدرج بالضرورة التطرف واليأس والإرهاب.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 12 / 2289188

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

68 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 68

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010