] من يقف خلف أزماتنا! - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

من يقف خلف أزماتنا!

زهير ماجد
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

حتى منتصف السبعينات من القرن الماضي كان لبنان متوقدا وليس له مثيل على المستوى العربي، كان هنالك شغف لدى المثقفين من الإعلاميين اللبنانيين وغيرهم في زيارات يومية للمقاهي يتقلبون فيها بين السياسات من كل نوع والثقافة ايضا اضافة إلى الأخبار الشخصية لهذا وهذه.
في تلك الأيام جاء إعلامي مهتم ليقدم لنا نشرة اخبارية عن مؤتمر خطير عقد في البندقية ومفاده أو محوره ان لا حروب بعد اليوم في اوروبا، بل لا بد من نقل العمليات الإرهابية إلى العالم العربي ووضعت لها هيكلية، كان ذلك رد على ما قامت به بعض التنظيمات الفلسطينية التي اتخذت من بيروت موقعا اساسيا لها.
قرأنا جميعا بشغف نتائج ذلك المؤتمر، فوجدناه بالفعل محطة خطيرة تطل على عالم جديد يريد ان ينزع عن الغرب عموما كل ما يعكر صفوه امنيا، فيما كان العالم العربي هو القصود بتحوله إلى مسرح للأعمال الأمنية، ويشرح المؤتمر كيفية ذلك.
منذ ذلك التاريخ تبدل الكثير في المنطقة، الا ان عيون الغرب ظلت على الشرق، كمصدر للتحريب والإرهاب، لكن الأمر ظل في حدود النظريات، فلم تستطع أوروبا تحديدا ان تنتشل نفسها من غضب الشرق، في وقت لم تتمكن من المساهمة في حل ازماته وفي طليعتها قضيته الكبرى الفلسطينية، ثم حرب لبنان وغيره.
ظل الغرب على اعتباراته من ان مشاكلة الأمنية تأتيه من الشرق الأوسط وتحديدا من العالم العربي، كان مثقفون يعرفون تماما لب مشكلة العرب وهي فلسطين ومأساتها المتراكمة عبر السنين، لكنهم انكروا دائما ان تكون هي السبب وهو امر من كان يحاول الاختباء خلف اصبعه. ثم انه في تلك الأيام والسنوات كان الحديث اياه تقريبا عن الحل الفلسطيني بكل تفاصيله، لكن ليس من دخول في العصب الحي للقضية من اجل ملامسة حقائقها، طالما ان اسرائيل ترفض رفضا قاطعا اي اقتراب من هذا القبيل، والعالم بالتالي إلى جانبها بل معها بكل ما ترتضيه.
عندما اندلعت حرب لبنان قيل ان قضية فلسطين المفجر والصاعق والتعبير الفلسطيني عبر العمل الفدائي الوجه المباشر لها .. وحين قامت اسرائيل بهجومها الضخم على لبنان تمكنت من اخراج الجسم المقاوم منه، لكنها لم تستطع ان تنهي القضية بل اشعلت فيها ثأرا جديدا.
وتتالت الأزمات في المنطقة دون ان يعني اجتياح لبنان حلا لها، ثم جاءت ازمة الخليج التي ما زالت إلى اليوم واحدة من الكوارث التي لم تنته افرازاتها، ولم ينتبه احد بالتالي ان خلف ذلك قضية فلسطين ايضا، وحين دخلنا في هذا الجحيم العربي منذ سبع سنوات تقريبا، ظل الاعتقاد السائد انها مسألة ترتيب انظمة وحكومات وشعوب، لكن فلسطين كانت الخلفية التي انتجت الواقع الجديد الذي ادى إلى كوارث متلاحقة لم تنته ولن تنتهي بالهين لأنها ولدت كي تفجر سوريا، وهذا التفجير تحديدا سيؤدي إلى اطالة عمر اسرائيل، وبالتالي لا حل لفلسطين، وهذا يعني المزيد من الأزمات من اجل التمديد اكثر لعمر الكيان الصهيوني.
ثمة عقول في الغرب تعرف السبب الخفي والظاهر لأزمات المنطقة والعالم لكنهم ممنوعون من الكلام، وعندما حاول المفكر الفرنسي روجيه غارودي الاقتراب من ملامسة الحقيقة قامت الدنيا عليه ومات كمدا.
فمن يعلق جرس الحقيقة، ومن هو البطل الذي لديه جرأة القول حول الأسباب الحقيقية للواقع العربي ..


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

13 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 13

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010