] نكبة فلسطين المتجددة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

نكبة فلسطين المتجددة

يونس السيد
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

منذ 69 عاماً، لا يزال الفلسطينيون يحيون في 15 مايو/أيار من كل عام، ذكرى نكبتهم المتجددة، التي ولدت بفعل اغتصاب نحو 80 بالمئة من وطنهم في عام 1948، وإقامة الكيان الصهيوني على أرضهم، بعد تدمير معظم مدنهم وقراهم، بما في ذلك إزالة أكثر من 530 قرية فلسطينية عن وجه الأرض، وتشريد أكثر من 750 ألف فلسطيني إلى مخيمات اللجوء في الداخل والشتات، قبل أن تستكمل آلة الحرب الصهيونية احتلال ما تبقى من فلسطين عام 1967.
وبعيداً عن أسباب ومسببات النكبة، التي أصبحت معروفة للجميع، مروراً بوعد بلفور المشؤوم عام 1917، ثم الاحتلال البريطاني لفلسطين وفتح أبواب الهجرة لليهود من شتى أنحاء العالم، وتسليح العصابات الصهيونية ومساعدتها في الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، وصولًا إلى حرب عام 1948، التي انتهت بهزيمة جيش الإنقاذ ووقوع النكبة التاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وما تخللها من انبعاث روح الثورة والمقاومة لدى الفلسطينيين وخوضهم أطول إضراب في التاريخ، فإن الظروف التي ولدت فيها النكبة من انقسام وتشرذم فلسطيني وعربي لا تزال قائمة حتى اليوم.
بطبيعة الحال، جرت مياه كثيرة منذ عام 1948، تخللتها حروب عربية صهيونية وثورات وهبات وانتفاضات فلسطينية، سالت فيها أنهار من الدماء، لكنها لم تفلح في إزاحة الاحتلال عن أرض فلسطين أو إزالة آثار النكبة بفعل القوة الغاشمة للكيان والدعم الأعمى الذي يتلقاه من دول الغرب الاستعماري عسكرياً واقتصادياً وسياسياً وما توفره له من حماية في المحافل الدولية. والأسوأ من ذلك، أن القضية الفلسطينية، بعد ما يسمى «الربيع العربي» التي فرخت نكبات جديدة، تراجعت عن كونها قضية مركزية عربية إلى أم النكبات بفعل الانقسام الفلسطيني والتشرذم العربي والمتغيرات الدولية.
يحيي الفلسطينيون أينما كانوا، هذا العام، ذكرى نكبتهم المتجددة بالمزيد من المرارة والألم بسبب التداعيات الكارثية لهذه النكبة، ولكن أيضاً بالمزيد من الإصرار على الثورة ومقاومة الاحتلال، وها هم يجسدون واحدة من أروع صور التلاحم مع الأسرى في سجون الاحتلال الذين أشهروا سلاح الجوع والأمعاء الخاوية في إضراب «الحرية والكرامة» المفتوح عن الطعام للأسبوع الرابع على التوالي، والذي يأتي متزامناً مع ذكرى النكبة. يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى وهم أكثر ثباتاً وإيماناً بحقهم في وطنهم، متسلحين بالتجربة والعزيمة والإصرار على تجاوز انقسامهم وتشرذمهم، ومواصلة طريق الكفاح والمقاومة وصولاً إلى انتزاع حريتهم واستقلالهم، رغم كل الظروف الداخلية والإقليمية والدولية البائسة، ومحاولات تصفية قضيتهم الوطنية عبر التسويات المذلة أو غيرها.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 13 / 2322459

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 17

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28