] 69 عاماً من النكبة - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

69 عاماً من النكبة

مفتاح شعيب
الاثنين 15 أيار (مايو) 2017

عندما يقف الشعب الفلسطيني، ومعه الأمة العربية، اليوم، لإحياء الذكرى التاسعة والستين لنكبة فلسطين، يعود إلى الذاكرة شريط كامل من الجرائم والإرهاب التي لن تسقط، ولن تغيب، وستظل موصومة في سجل الكيان الصهيوني، وسيحاسب عليها يوماً، مهما تكالب من حوله حلفاؤه وداعموه، ومهما حاولت الظروف إطفاء شعلة القضية، فهي مازالت باقية، وسيتم إحياؤها كل عام حتى يتجلى الحق، وتغرب الصهيونية.
التوقف عند ذكرى النكبة الفلسطينية مناسبة وجدانية يحتاج إليها المؤمنون بعدالة القضية لاستذكار ما ارتكب الكيان الصهيوني خلال سبعة عقود، فطيلة هذه المرحلة، كانت المحصلة مروعة، فقد سقط آلاف الشهداء واغتيل، العشرات من القيادات الوطنية، والمقاومة، كما دمرت مدن وقرى، وهودت بالكامل، وتم استهداف المقدسات وفرض التهجير القسري، وتزييف التاريخ والجغرافيا، وهذه الجرائم على بشاعتها وبلوغها مستويات خطرة جداً، تجعل من النكبة حاضرة في أي إجراء يتخذه كيان الاحتلال، بما يستدعي التعبئة الشعبية للمواجهة، وضرورة ضبط الوحدة الوطنية وعدم حرفها عن الأهداف الحقيقية، والدائمة.
بالتزامن مع هذه الذكرى الأليمة، يسابق رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الزمن لتمرير ما يسمى «قانون القومية»، وهو إجراء يجسد قمة العنصرية والازدراء للحقوق الفلسطينية، فهذا «القانون»، الذي يعمل على فرضه، سيعمل بواسطته على تأكيد اغتصاب فلسطين، واعتبارها «البيت القومي للشعب اليهودي»، كما ينص على أن «العبرية هي اللغة الرسمية، وتغيير مكانة اللغة العربية من لغة رسمية إلى لغة لها مكانة خاصة»، وبعبارة أخرى يسعى الكيان إلى تهويد كل شيء، وتجريد الفلسطينيين من جميع حقوقهم، وهو ما يتم بالفعل من خلال العدوان المستمر، والجرائم اليومية التي يرتكبها جنود الاحتلال، والمستوطنون تطبق منطوق هذا «القانون» على الأرض، ولكن خطورته تتمثل في أنه يتوجه إلى الخارج، وتحديداً إلى الحلفاء، حتى يعترفوا بالأمر الواقع، ويشطبوا من أجنداتهم أي نوايا للاعتراف بالشعب الفلسطيني، ودولته المنتظرة. ومن المؤسف أن المواقف الدولية، كأنها لا تريد أن تنتبه لخطورة ما يتم التحضير له من اعتداء غير مسبوق يهيئ لإقامة نظام عنصري أكثر جرأة على القانون الدولي واستخفافاً بالمبادئ الإنسانية وشرعة الأمم المتحدة.
الشعب الفلسطيني الذي يحيي نكبته وحيداً، ليست أمامه غير مواصلة الكفاح، والمقاومة، لإسقاط هذا المشروع الصهيوني المقيت. لقد أنهى الأسرى في السجون 29 يوماً من الإضراب عن الطعام، وقد كان التضامن معهم فلسطينياً، وعربياً، ودولياً، مخيباً للآمال، بينما تمعن سلطات الاحتلال في إذلال المضربين، وتجاهل معاناتهم، ومطالبهم، كما يتم التنكيل بالقيادات عمداً، وقهراً. وبعد نشر تسريب مضلل يسيء للقيادي الفتحاوي مروان البرغوثي، عمدت سلطات الاحتلال إلى نقل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الأسير أحمد سعدات من سجن عسقلان إلى معتقل «أوهليكدار» لحرمانه من أي زيارات للاطلاع على وضعه الصحي المتدهور، ويتزامن هذا الإجراء مع أوامر عليا من حكومة الاحتلال لسجانيها بعدم التفاوض مع الأسرى. وهذه السياسة المتغطرسة هي تأكيد للعدوان الشامل الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وتكريس لنكبته المستمرة على مدار التسعة والستين عاماً، أو تزيد.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 152 / 2329361

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

22 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 20

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.high-endrolex.com/28