] نظرية الضفدع - [صَوْتُ الإنْتِفاضَة]
الجمعة 12 شباط (فبراير) 2016

نظرية الضفدع

بقلم: علي قباجة
الجمعة 12 شباط (فبراير) 2016

يواصل الاحتلال «الإسرائيلي» مسلسل تهويد المسجد الأقصى المبارك على دفعات، وجرعات بطيئة، وضمن خطط ممنهجة يشترك فيها المستوطنون إلى جانب قيادة الاحتلال السياسية، وكان آخرها التمادي في الاعتداء على منطقة القصور الأموية الواقعة إلى جنوب وجنوب غرب المسجد الأقصى المبارك والملاصقة لأسواره، حيث قرر الاحتلال توسعة منصة مخصصة لصلاة اليهود. ويعد هذا الاعتداء الأحدث ضمن سلسلة اعتداءات طويلة طالت تلك المنطقة.
هذا الاعتداء ليس الأول ولن يكون الأخير، فكل يوم يمعن الاحتلال في السرقة والتزوير، وهذا الفعل الشائن ليس مستغرباً، بل إن الشيء الذي يثير التساؤلات هو موقف العالمين العربي والإسلامي أمام هذه الهجمة الشرسة التي تتعرض لها القدس ومعظم المقدسات الإسلامية والمسيحية على الأرض الفلسطينية المحتلة، الذي يتسم بعدم المبالاة. حيث يطبق الاحتلال نظرية الضفدع والماء الساخن بحيث يقتل العرب والمسلمين ويدمر رموزهم من دون أن يشعرون.
هذه النظرية قام بها عالم أحياء، حيث أحضر ضفدعاً فألقاه في ماء ساخن جداً ليرى ردة فعله، فقفز الضفدع مباشرة وهرب من الإناء بكل براعة. انتظر العالم دقائق قليلة ثم عاد وجلب الضفدع ورش عليه بعض الماء البارد فهدأ روعه قليلاً، ثم وضعه بإناء كبير فيه ماء بارد وجلس الضفدع فيه قليلاً حتى اطمأن.
بعد قليل.. قام العالم بإشعال النار من تحت الإناء بطريقة تدريجية وبطيئة.. فارتفعت الحرارة من 10 إلى 15 درجة خلال دقائق ثم بدأ يزيد الحرارة درجة واحدة كل دقيقة حتى غليت والضفدع فيها لا يحرك ساكناً فمات الضفدع واستنتج العالم درساً «الضفدع لا يحس بالتغيير التدريجي من حوله حتى لو كان به نهايته».
وهذه التجربة طبقت واقعاً على معظم العالم الإسلامي، بحيث أصابه الخمول وفقد أية ردة فعل منددة ورافضة لما يحدث اليوم من تهويد وسرقة وقتل. بالأمس القريب كان مجرد التفكير باقتحام الأقصى من قبل مستوطنين كفيلاً بإشعال المنطقة رأساً على عقب. كانت فلسطين تنتفض، ويخرج ملايين العرب إلى الشوارع مطالبين بوضع حد للكيان الذي يستفز مشاعرهم، وتحت وطأة ردة الفعل الهائلة كان الاحتلال يذعن ويرتدع عن ارتكاب أي حماقة. أما اليوم فقد استطاع وعبر سلسلة طويلة من الإجراءات تغييب العقل العربي وحرف بوصلة تفكيره، وإلهائه بصراعات نسي معها القدس وفلسطين، وأصبح هذا العقل يتعامل مع القضية على أنها عبء.
الوضع في الأرض المقدسة غير مطمئن، وينذر بخطر داهم، يتهدد المسجد الأقصى، فأصوات المتطرفين قد علت، وحكومة الكيان تدعم بكل قوة، فرض واقع جديد يكون فيه خراب الأقصى تمهيداً لإقامة الهيكل المزعوم. ولهذا لابد للعرب من الانتباه جيداً لهذه المخططات التي تحاك في الخفاء والعلن، وتطبق بالتقسيط. المستقبل يحمل المفاجآت الكثيرة ولابد لكل من تهمه القضية الحذر، والعمل من أجلها قبل فوات الأوان. لابد للمسلمين أن يرفضوا أن يكونوا كضفادع التجارب في تعاملهم مع الكيان الغاصب.


الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 73 / 2287654

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام   wikipedia    |    titre sites syndiques OPML   OPML

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

40 من الزوار الآن

Visiteurs connectés : 42

تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة لصوت الانتفاضة وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010